01‏/07‏/2009

الزيتون أم الزقوم ...؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الزيتون أم الزقوم ...؟


الحمد لله و به نستعين وبعد :-

سررت كثيرا بما رأيته من غضب وثورة والتي جاءت رد فعل على عدوانية الصهاينة عجل الله بنصرنا عليهم وإصلاحنا لاستحقاق هذا النصر وتدعيم مواقفنا الأخلاقية والإنسانية والعسكرية ( واعدو لهم ما استطعتم من قوة ومن ركاب الخيل) صدق الله العظيم, ولكن سروري بهذا الغضب لا يعني رضاي عنه ولكن مصدر الفرحة في قلبي هي أن هذه الأمة لا
+يزال قلبها ينبض وضغطها مستقر وهذا يبشر بخير عظيم قادم إن شاء الله تعالى ولكني مع ذلك أدعو جماهير الأمة إلى استبدال جنون الغضب باتزان العقل , وردة الفعل العاطفية بردة الفعل العقلية , ردة فعل عقلية تدرس وتنظر ما نحن بصدده اليوم, فإننا بعاطفتنا التي تشتعل وتتأجج كبركان ثائر ولا تلبث أن تخمد كدائم و كأنها لم تكن شيئا مذكورا كطفل يعبث بــ عصفوره الصغير ويضن أن العصفور مرتاح لهذا كآلف به أشد الكلف وحقيقة الأمر إن العصفور الصغير يحتضر بين الأيدي الصغيرة , ولو علم الصغير أن روحا أزهقت بين يديه لبكى الدهر كله ولكن الصغار لا يعلمون , فهذه العواطف أيها السادة إن لم ترتد علينا خذلانا وأسفا لن تقدم لنا شيء يذكر كيف لا ونحن العرب أكثر البشر خبرة بردود الفعل العاطفية وكل ما يمت إليها بصلة وعاطفتنا لم تقدم لنا الكثير بل كانت دائما ما تخذلنا أشد ما يكون الخذلان, أعتقد أن أول خطوة للنصر المؤزر على الصهاينة هي المعرفة الحصيفة للخلفية الفكرية والوجدانية للعدو , أيه المسلمون إن فهم عدونا بشكل سليم هي الخطوة الأولى لنصرنا عليه يجب أن نفهم ذلك ونعيه أشد ما يكون الوعي هذا إن رأينا أن السير باتجاه النصر قد حان أوانه, إن عدونا يا أيها المسلون مجرم يعيش في الظلام وفي النور يظهر كأم ثكلى أو شاب طموح فقد ساقه بسبب صاروخ القسام الذي أطلقه عليه عدونا وظلما إرهابيون العرب , حسنا هو إذا يستخدم الإعلام اخطر ما يكون الاستخدام وهذا أهم سبب لتعاطف الشعوب الغربية معه, وهو مع هذا شرير, الشر يعني وجوده وانتفاء الشر عن هذا العالم يعني ضعفه وفي مراحل متقدمة انهزامه واندحاره إنه أيها المسلون خبيث اشد ما يكون الخبث إنه يؤجج الفتن في العالم إنه يملأ الأرض شرا وفسادا لأن الشر والفساد هو ذاته هو كيانه هو مصلحته هو مرآته إن الشر يعني بقاءه , إنه ينشر الفساد الأخلاقي إنه ينشر الجوع ينشر الأزمات المالية في العالم إنه يؤجج الحروب العرقية والدينية , إنه يحب الطغاة إن علاقة العدو بالطغاة علاقة رومانسية ملئها العشق الأبدي , لأن وجود الطغاة يعني وجوده بشكل غير مباشر وإن تنصيب طاغية على كرسيه يعني رباط ثابت لمصلحة دولته يمنعها من الزوال , وتنصيب الطاغية أكثر أهمية عنده من ألف ألف مجنزرة وألف ألف طائرة مقاتلة وألف ألف غواصة نووية, إن الطغاة بجواره يقدمون له الكثير من الدفء لذلك هو يحترمهم, ومصدر احترامه لهم هو أنهم يشبهونه إنهم تلاميذ صغار في مدرسته إنه أستاذهم , أستاذهم الكبير , حسنا الآن نقترب أكثر لفهم العدو هو صديق كل ديكتاتور وطاغية, إن الديكتاتور هو صديقه المثالي الأقرب والأجدر بالحب ,((ولكني أقول أن صواريخ الدكتاتور تخر ساجدة أمام قلم مناضل واحد يجاهد بقلمه حق الجهاد)) , إنه أيها المسلون خطير خطورة الورم السرطاني الذي تأخر اكتشافه حتى استفحل وانتشر ولكن هذه ليست النهاية أيها المسلون هناك ما هو أقوى منه , هناك من هو أقوى من العدو ودولته وقنابله النووية وتلاميذه الصغار الأوفياء , إنه نشر الخير والصلاح إنه يخاف الورد ازرعوا الورد أيها المسلون فإنه يكرهها إنه لا يطيق رائحتها إنه يمقتها لأنه يمقت الجمال , الأشلاء هي لوحته المفضلة , إنه يكره الأشجار إنه يكره الأزهار إن الشجر عدوه اللدود ألا ترون الصهيوني يجن اشد ما يكون الجنون ويثور أشرس ما تكون الثورة يوم يرى شجرة زيتون واحدة , لماذا يسرع لخلعها من جذورها؟ لماذا يحرقها؟ ما بال الأشجار؟ حسنا إننا نقترب أكثر وهذا جيد , هو إذا وحش تشكل على هيئة بشر ليخدعنا ليخدع المجتمعات الإنسانية ليخدع الشعوب , إنه مخادع إنه خبيث إنه مناور وفي أحسن الحالات هو إنسان مشوه , إن العدو شيطان ظلامي يظهر في الإعلام كملاك نوراني إنه يدخل في المجتمعات الإنسانية كنبي مصلح والحق انه يمقت الأنبياء أشد ما يكون المقت ويقتلهم وكذلك يفعل بأتباعهم , إنه يطاردهم إنه يحقد عليهم الم اقل لكم إن وجوده يعني الشر , الشر المطلق , الشر المخيف , الشر الغامض , الشر المظلم , إنه كتلة شيطانية من الشر , أيها المسلون إنكم تخوضون حرب ضد عدو شره غير اعتيادي وإنكم في حربكم معه , إنكم أيها المسلون محمد وعيسى وموسى , وهو إبليس وهامان والنمرود إنكم الأزهار و الورود وهو الزقوم إنكم الملائكة وهو الشيطان إنكم الجمع وهو المفرد إنكم أقوى إنكم أحق بالحياة السعيدة إنكم أحق بالأمن والخير العميم وهو رب الشر المستطير , بذل الدعاء لإخوانكم في غزة له من الأهمية الملحة ما يفوق كل شيء , فإنهم يخوضون الحرب معه نيابة عن الإنسانية والملائكة والخير العميم وكل الجمال الكوني والأشجار الزيتونية المباركة التي يجن إن لمحها من بعيد حاربوه بأغصان الزيتون فإنها أنكئ به من جيوش الـ 67 وإن أحرق زيتونة ازرعوا عشرة , يا أشجار الزيتون أعصفي بشجر الزقوم , علمُ أبنائكم القرآن فإنه مطلب الأديب وسلوت العابد ونصرة المجاهد, المجد والخلود لشهداء غزة الأماجد المجد والخلود لأطفال غزة تحت الركام المجد والخلود لماجدات فلسطين الصابرات , المجد والخلود لفلسطين أرض الأنبياء والأشجار المباركة , اللهم وعدك الحق الذي وعدته به عبادك , اللهم وعدك الحق .

ملحوظة: كتبت هذه المقالة أيام القصف الاسرائيلي الاخير على غزة وقد نشرت المقال في وقته في عدة منتديات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق